لمصلحة من...؟؟
حنان الطيب: آخر لحظة
إذا ذهبت يوماً إلى مستشفى العيون التعليمي بالخرطوم ولم تجده في مكانه فتأكد أن جرافات أحد المستثمرين قد جرفته.. فالمستشفى الذي يطلق عليه مركز عبد الفضيل الماظ القومي لطب وجراحة العيون تم إنشاؤه في العام 1952م كأكبر مستشفى عيون في أفريقيا.. الآن قد شرعت لجنة فنية مكلفة من وزارة الصحة برئاسة د. كمال هاشم بناوي في إجراءات بيع المستشفى الأمر الذي أثار عدة تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء هذه العملية..
تقول د. سميرة محمد إبراهيم مدير المستشفى وعضو اللجنة: إن المستشفى قومي ومرجع يقوم بتوفير كافة الخدمات العلاجية للشرائح الضعيفة برسوم رمزية ( خمسة جنيهات فقط) وذكرت أن المستشفى يستقبل يومياً نحو 350 مريضاً موضحة أن 6% من الدخل يتم صرفه لأعمال الصيانة والتأهيل, لاسيما أن الميزانية المخصصة للمستشفى ضعيفة جداً تبلغ 82 مليون في السنة.
وقالت: إنهم لم يستلموا شيئاً من بند التنمية رغم التصديق على العديد من الأشياء من غرف عمليات وعنابر وغيرها منذ عشرات السنين..
وذكرت د. سميرة: إن المستشفى يعتبر الوحيد الذي به قسم لإستقبال الإصابات والحالات الطارئة على مدار 24 ساعة, كما توجد به أقسام مختلفة من العيادات المحولة المتخصصة مثل قسم الشبكية وقسم تصوير قاع العين والعدسات اللاصقة وكشف النظر, بجانب وجود أكبر قسم للبصريات في أفريقيا إضافة لقسم الحول الذي يستقبل يومياً نحو 30 مريضاً, وقسم خاص بالقرنية مرتبط ببنك العيون, وهو القسم الوحيد في السودان, وتضيف د. سميرة: إن دور المستشفى لم ينحصر في الجانب العلاجي فقط, بل تضم بداخلها العديد من المدارس التدريبية والتأهيلية لجميع كليات الطب الحكومية والخاصة بالجامعات ولمحضري العمليات ومدرسة التمريض ونواب الإختصاصيين وطلاب الامتياز ومحو الأمية للعاملين بتأهيلهم وتدريبهم في مجال التمريض.
وفيما يتعلق ببيع المستشفى قالت : إن طب العيون أكثر طب متطور ولا نستطيع المواكبة بهذا المبنى, وسيكون هناك مبنى بديل له قالت: إن هناك مقترحاً ببيع جزء منه حسب خطة الولاية الرامية لبيع المؤسسات الواقعة على شارع النيل, وإنشاء 25 مستشفى ولائياً وتحويلها لمكان آخر, والمحافظة عليها كمستشفى عريق قومي ومرجعي بتشييد مستشفى مستقبلاً لطب العيون.
وقال د. كمال هاشم رئيس اللجنة ومدير المركز القومي لمكافحة العمى.
نحن كلجنة فنية ليست لدينا أية علاقة بمسألة البيع وإنما تحديد المواصفات المطلوبة للمستشفيات المقترحة بمشاركة مهندس معماري لتحديد المواصفات المعمارية, ومن ثم رفع التقرير الفني لوزارة الصحة الإتحادية لتتولي بقية الأمور المالية المتعلقة بقيام المشروع قال: إن قيمة بيع المستشفى ستكفي لإنشاء 15 مستشفى ومن ثم إكمال العشرة مستشفيات الأخرى.
ويقول د. كمال: إن تشييد الـ 25 مستشفى بالسودان يهدف لمكافحة العمى بواقع مستشفى لكل مليون مواطن حسب توصية منظمة الصحة العالمية.
وبالنسبة لمكان المستشفى الجديد قال: نحن كلجنة فنية إفترضنا بأن تكون بمنطقة يسهل الوصول إليها بالمواصلات, خاصة وأنه يصعب الوصول لهذه المستشفى بالمواصلات.. موضحاً أن التصميم المقترح سيساعد ويسهل عملية القيام بالمهمة بصورة أفضل مما هي عليه الآن, نسبة لتهالك المباني بهذا المستشفى وعدم إستيعابها لمواكبة التطورات التي تحدث في مجال طب العيون, وهذا المستشفى غير مناسب لمستشفى عيون في القرن الـ 21.
مؤكداً لآخر لحظة أن إعتراض أطباء العيون على تحويلها غير إيجابي عازياً ذلك لعدم إلمامهم بالمعلومات الكاملة عن المستشفى الجديد, وأنهم سيغيرون آراءهم عن المشروع بعد وصول المعلومات كاملة إليهم.. مشيراً لعدم إكتمال ملامح المشروع لعرضه عليهم, ذاكراً إنه سيتم عرض الخطة قبل التصور الأخير لكل العاملين في مجال طب العيون.
ويواصل د. كمال حديثه قائلاً: بأنها أفضل فرصة لتطوير طب العيون في السودان على مر التاريخ, ويجب إستغلالها حتى لا نذنب في حق مريض العيون في السودان, خاصة وأن نسبة العمى في السودان 1.5 من مجموعة السكان و 80% منهم يمكن علاجهم أو وقايتهم من العمى, عازياً إرتفاع نسبة الإصابة به لسوء توزيع الأطباء بالولايات وإحجام أطباء العيون البالغ عددهم 160 إختصاصياً عن العمل بالولايات لعدم توفر المراكز المؤهلة بالمستشفيات الولائية.. موضحاً أن 110 من جملة 150 إختصاصي عيون يعملون بالخرطوم, وذكر د. كمال أن مشاركة الأطباء في مخيمات العيون المجانية تعتبر من الحلول المؤقتة لجزء من مسببات العمى.
مشيراً لوجود 40 ألف طفل كفيف في السودان وحوالي 20 مليون معرضين للإصابة بالتراكوما و 2 مليون عين مصابة بالمياه البيضاء.
ويقول: إن مشروع المستشفيات الجديدة يهدف لربط المستشفيات الولائية بشبكة من مراكز الرعاية الأولية للعيون تغطي كافة مناطق الولاية, وبناء وتجهيز مستشفى عيون مرجعي تعليمي بالخرطوم وربطه ببرنامج توأمة مع أحد المراكز الكبرى في العالم, إضافة لتنفيذ برنامج تدريبي مكثف لكل الكوادر من مستوى الرعاية الأولية إلى تدريب الإختصاصيين في التخصصات الفرعية الدقيقة.
مواصلة لهذه الجولة التقت آخر لحظة بعدد من إختصاصي العيون العاملين بالمستشفيات...
حيث تقول د. ميمونة علي محمد أحمد كزام بالم شديد: يجب عدم التفريط في هذا المستشفى التعليمي المرجعي والقومي (الأم) للدور الكبير الذي يقوم به بتخريج كل الأطباء التابعين للجامعة والمجلس الطبي, إضافة لدوره التدريبي والتأهيلي لكافة الكوادر الطبية, موضحة بأنه يضم أكبر قسم فعال لمكافحة العمى في السودان وأضافت د. ميمونة: يجب أن يكون الإستثمار في مصلحة البلد وليس في ضررها بتأهيل المستشفى والإرتقاء به قائلة: إن بيعه سيؤدي لتشريد 425 أسرة من العاملين متسائلة أين يذهب هؤلاء؟.
فيما أبدى عدد كبير من إختصاصي العيون لآخر لحظة حزنهم الشديد لبيع هذا المستشفى القومي المرجعي قائلين: من المفترض إن يشهد هذا المستشفى تحديثاً وتأهيلاً خاصة وأنه يوفر الخدمات للشرائح الضعيفة وبه أحدث المعدات والأجهزة, ويعمل به عدد كبير من كبار إختصائصيي العيون.
شاكين ( لآخر لحظة) من عدم إستشارتهم في هذا الأمر بصفتهم أطباء عيون ويعملون بهذا المستشفى, مؤكداً الضرر الذي سيقع على الشرائح الضعيفة, خاصة أن مستشفيات العيون الأخرى تجارية وليست تعليمية مشيرين لتقاضي الطبيب نحو 75 جنيهاً مقابل الكشف على مريض واحد في الخاصة, متسائلين لمصلحة من البيع.. وما هي الجهة التي تقرر البيع مشيرين لعدم إهتمام الدولة بها, رغم أنه أول مستشفى بالخرطوم للعيون, ولم يخضع لأعمال الصيانة منذ العام 1956م وأن قسم البصريات الذي يعتبر أكبر قسم في أفريقيا أنشئ حديثاً بتكلفة مالية بلغت أكثر من 700 مليون وأن بيعه يعتبر جريمة في حق المواطن.. أما العاملون بالمستشفى فقد رسمت على وجوهم علامات الحزن مبدين عدم رضائهم وقناعتهم ببيعه قائلين: إنهم ما بين الحلم والحقيقة متمنين التراجع عن هذا القرار وإلا ستكون أسرهم في مهب الريح..
حنان الطيب: آخر لحظة
إذا ذهبت يوماً إلى مستشفى العيون التعليمي بالخرطوم ولم تجده في مكانه فتأكد أن جرافات أحد المستثمرين قد جرفته.. فالمستشفى الذي يطلق عليه مركز عبد الفضيل الماظ القومي لطب وجراحة العيون تم إنشاؤه في العام 1952م كأكبر مستشفى عيون في أفريقيا.. الآن قد شرعت لجنة فنية مكلفة من وزارة الصحة برئاسة د. كمال هاشم بناوي في إجراءات بيع المستشفى الأمر الذي أثار عدة تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء هذه العملية..
تقول د. سميرة محمد إبراهيم مدير المستشفى وعضو اللجنة: إن المستشفى قومي ومرجع يقوم بتوفير كافة الخدمات العلاجية للشرائح الضعيفة برسوم رمزية ( خمسة جنيهات فقط) وذكرت أن المستشفى يستقبل يومياً نحو 350 مريضاً موضحة أن 6% من الدخل يتم صرفه لأعمال الصيانة والتأهيل, لاسيما أن الميزانية المخصصة للمستشفى ضعيفة جداً تبلغ 82 مليون في السنة.
وقالت: إنهم لم يستلموا شيئاً من بند التنمية رغم التصديق على العديد من الأشياء من غرف عمليات وعنابر وغيرها منذ عشرات السنين..
وذكرت د. سميرة: إن المستشفى يعتبر الوحيد الذي به قسم لإستقبال الإصابات والحالات الطارئة على مدار 24 ساعة, كما توجد به أقسام مختلفة من العيادات المحولة المتخصصة مثل قسم الشبكية وقسم تصوير قاع العين والعدسات اللاصقة وكشف النظر, بجانب وجود أكبر قسم للبصريات في أفريقيا إضافة لقسم الحول الذي يستقبل يومياً نحو 30 مريضاً, وقسم خاص بالقرنية مرتبط ببنك العيون, وهو القسم الوحيد في السودان, وتضيف د. سميرة: إن دور المستشفى لم ينحصر في الجانب العلاجي فقط, بل تضم بداخلها العديد من المدارس التدريبية والتأهيلية لجميع كليات الطب الحكومية والخاصة بالجامعات ولمحضري العمليات ومدرسة التمريض ونواب الإختصاصيين وطلاب الامتياز ومحو الأمية للعاملين بتأهيلهم وتدريبهم في مجال التمريض.
وفيما يتعلق ببيع المستشفى قالت : إن طب العيون أكثر طب متطور ولا نستطيع المواكبة بهذا المبنى, وسيكون هناك مبنى بديل له قالت: إن هناك مقترحاً ببيع جزء منه حسب خطة الولاية الرامية لبيع المؤسسات الواقعة على شارع النيل, وإنشاء 25 مستشفى ولائياً وتحويلها لمكان آخر, والمحافظة عليها كمستشفى عريق قومي ومرجعي بتشييد مستشفى مستقبلاً لطب العيون.
وقال د. كمال هاشم رئيس اللجنة ومدير المركز القومي لمكافحة العمى.
نحن كلجنة فنية ليست لدينا أية علاقة بمسألة البيع وإنما تحديد المواصفات المطلوبة للمستشفيات المقترحة بمشاركة مهندس معماري لتحديد المواصفات المعمارية, ومن ثم رفع التقرير الفني لوزارة الصحة الإتحادية لتتولي بقية الأمور المالية المتعلقة بقيام المشروع قال: إن قيمة بيع المستشفى ستكفي لإنشاء 15 مستشفى ومن ثم إكمال العشرة مستشفيات الأخرى.
ويقول د. كمال: إن تشييد الـ 25 مستشفى بالسودان يهدف لمكافحة العمى بواقع مستشفى لكل مليون مواطن حسب توصية منظمة الصحة العالمية.
وبالنسبة لمكان المستشفى الجديد قال: نحن كلجنة فنية إفترضنا بأن تكون بمنطقة يسهل الوصول إليها بالمواصلات, خاصة وأنه يصعب الوصول لهذه المستشفى بالمواصلات.. موضحاً أن التصميم المقترح سيساعد ويسهل عملية القيام بالمهمة بصورة أفضل مما هي عليه الآن, نسبة لتهالك المباني بهذا المستشفى وعدم إستيعابها لمواكبة التطورات التي تحدث في مجال طب العيون, وهذا المستشفى غير مناسب لمستشفى عيون في القرن الـ 21.
مؤكداً لآخر لحظة أن إعتراض أطباء العيون على تحويلها غير إيجابي عازياً ذلك لعدم إلمامهم بالمعلومات الكاملة عن المستشفى الجديد, وأنهم سيغيرون آراءهم عن المشروع بعد وصول المعلومات كاملة إليهم.. مشيراً لعدم إكتمال ملامح المشروع لعرضه عليهم, ذاكراً إنه سيتم عرض الخطة قبل التصور الأخير لكل العاملين في مجال طب العيون.
ويواصل د. كمال حديثه قائلاً: بأنها أفضل فرصة لتطوير طب العيون في السودان على مر التاريخ, ويجب إستغلالها حتى لا نذنب في حق مريض العيون في السودان, خاصة وأن نسبة العمى في السودان 1.5 من مجموعة السكان و 80% منهم يمكن علاجهم أو وقايتهم من العمى, عازياً إرتفاع نسبة الإصابة به لسوء توزيع الأطباء بالولايات وإحجام أطباء العيون البالغ عددهم 160 إختصاصياً عن العمل بالولايات لعدم توفر المراكز المؤهلة بالمستشفيات الولائية.. موضحاً أن 110 من جملة 150 إختصاصي عيون يعملون بالخرطوم, وذكر د. كمال أن مشاركة الأطباء في مخيمات العيون المجانية تعتبر من الحلول المؤقتة لجزء من مسببات العمى.
مشيراً لوجود 40 ألف طفل كفيف في السودان وحوالي 20 مليون معرضين للإصابة بالتراكوما و 2 مليون عين مصابة بالمياه البيضاء.
ويقول: إن مشروع المستشفيات الجديدة يهدف لربط المستشفيات الولائية بشبكة من مراكز الرعاية الأولية للعيون تغطي كافة مناطق الولاية, وبناء وتجهيز مستشفى عيون مرجعي تعليمي بالخرطوم وربطه ببرنامج توأمة مع أحد المراكز الكبرى في العالم, إضافة لتنفيذ برنامج تدريبي مكثف لكل الكوادر من مستوى الرعاية الأولية إلى تدريب الإختصاصيين في التخصصات الفرعية الدقيقة.
مواصلة لهذه الجولة التقت آخر لحظة بعدد من إختصاصي العيون العاملين بالمستشفيات...
حيث تقول د. ميمونة علي محمد أحمد كزام بالم شديد: يجب عدم التفريط في هذا المستشفى التعليمي المرجعي والقومي (الأم) للدور الكبير الذي يقوم به بتخريج كل الأطباء التابعين للجامعة والمجلس الطبي, إضافة لدوره التدريبي والتأهيلي لكافة الكوادر الطبية, موضحة بأنه يضم أكبر قسم فعال لمكافحة العمى في السودان وأضافت د. ميمونة: يجب أن يكون الإستثمار في مصلحة البلد وليس في ضررها بتأهيل المستشفى والإرتقاء به قائلة: إن بيعه سيؤدي لتشريد 425 أسرة من العاملين متسائلة أين يذهب هؤلاء؟.
فيما أبدى عدد كبير من إختصاصي العيون لآخر لحظة حزنهم الشديد لبيع هذا المستشفى القومي المرجعي قائلين: من المفترض إن يشهد هذا المستشفى تحديثاً وتأهيلاً خاصة وأنه يوفر الخدمات للشرائح الضعيفة وبه أحدث المعدات والأجهزة, ويعمل به عدد كبير من كبار إختصائصيي العيون.
شاكين ( لآخر لحظة) من عدم إستشارتهم في هذا الأمر بصفتهم أطباء عيون ويعملون بهذا المستشفى, مؤكداً الضرر الذي سيقع على الشرائح الضعيفة, خاصة أن مستشفيات العيون الأخرى تجارية وليست تعليمية مشيرين لتقاضي الطبيب نحو 75 جنيهاً مقابل الكشف على مريض واحد في الخاصة, متسائلين لمصلحة من البيع.. وما هي الجهة التي تقرر البيع مشيرين لعدم إهتمام الدولة بها, رغم أنه أول مستشفى بالخرطوم للعيون, ولم يخضع لأعمال الصيانة منذ العام 1956م وأن قسم البصريات الذي يعتبر أكبر قسم في أفريقيا أنشئ حديثاً بتكلفة مالية بلغت أكثر من 700 مليون وأن بيعه يعتبر جريمة في حق المواطن.. أما العاملون بالمستشفى فقد رسمت على وجوهم علامات الحزن مبدين عدم رضائهم وقناعتهم ببيعه قائلين: إنهم ما بين الحلم والحقيقة متمنين التراجع عن هذا القرار وإلا ستكون أسرهم في مهب الريح..